و نحن نبنى الجمهورية الجديدة فى مصر فالكثير يتصور أن البناء السياسى و القانونى هو كاف لبناء الجمهورية الجديدة فى مصر على اسس سياسية و قانونية سليمة , إلا أننى أرى أن هناك الكثير و الكثير من المسائل التى يجب ان تكون نصب أعيننا فى بناء الجمهورية الجديدة فى مصر فالكثير من الثقافات السائدة فى تقديرى هى فى حاجة إلى إعادة النظر بالفعل و
أهمها فى تقديرى ثقافة عدم المشاركة , و التى هى موجودة فى مصر بشكل عام و ليست فقط ثقافة عدم المشاركة السياسية هى وحدها التى فى حاجة لإعادة نظر و لكن الكثير من المسائل لا بد من إعادة النظر فيها إذا كنا نريد بناء الجمهورية الجديدة فى مصر على أسس سياسية و قانونية سليمة , فليست فقط السلطات سواء التنفيذية أو غيرها هى التى فى حاجة إلى إعادة النظر بل إن الكثير من السلطات الغير تقليدية هى أيضا فى حاجة لإعادة هيكلة البناء على اسس سليمة و منها الإعلام
و لعل أبرز الامثلة التى من الممكن ان نتخذ منها دليلا على صدام ناتج عن عدم القدرة على الحوار السياسى موقف حدث من إحدى المذيعات - فى تقديرى - أنها قد سألت سؤالا بطريقة غير مهنية لأحد الوزراء إذ كان واضحا بقوة أنها تتبنى وجهة نظرمعينة تجاه أحد القرارات التنفيذية و كان تحديدا هو القرار الخاص بغلق المحلات فى ميعاد محدد
و إننى أرى و كما كان سؤال المذيعة قد تم بطريقة تدل على انها تتبنى إحدى وجهات النظر تجاه القرار بطريقة قد تبدو تحريضية لحد ما , إلا أنه على الجانب الآخر فقد كان تصرف الوزير من خلال رد فعله أيضا يفتقد بشكل كبير للأداء السياسى الذى ننشده فى مصر, إذ عبر الوزير عن استياؤه من صيغة السؤال بأن أغلق التليفون فى وجه المذيعة
فإننى أتصور أنه لبناء جمهورية جديدة فى مصر على أسس سياسية و قانونية سليمة فلا بد أن يعيد كل محب لمصر النظر فى طريقة نظرته لعمله
الكاتب السياسى
أحمد غانم