لقد حاول التليفزيون الرسمى لمبارك و بقوة تقديم المتظاهرين للراى العام باعتبار أنهم شخصيات أجنبية و ايرانيين بشكل خاص و أنهم يعملون يعملون لصالح غيران و حلفائها الاقليميين فى المنطقة فقد أكد التليفزيون الرسمى لنظام مبارك و بشكل خاص مع البدايات الاولى للمظاهرات فى التركيز بقوة على ربط المظاهرات بايران بالذات تارة من خلال الحديث عن كون المتظاهرين هم أشخاص منتمين لإيران و يعملون لحساب إيران و تارة أخرى محاولة تقديم المتظاهرين على أنهم يعملون ضد صالح مصر فى محاولة لتكوين رأى عام مضاد للثورة باعتبار ان الثوار هم هملاء ايرانيين و بالتالى محاولة اظهار الثوار فى صورة من يعملون ضد مصالح مصر و لمصلحة دول أخرى .
و نجد بوضوح ملاحظة مهمة ألا و هى أن اللغة المستخدمة من جانب التليفزيون الرسمى لنظام مبارك هى لغةقريبةتماما من اللغة المستخدمة من جانب تليفزيونات الانظمة الديكتاتورية الاخرى فى المنطقة مثل النظام الليبى السابق (نظام القذافى ) و كذلك النظام السورى .
اذن نلاحظ بوضوح أن الانظمة الديكتاتورية تستعمل نفس اللغة ضد ارادة التغيير السياسى و تصف من يريدون التغيير السياسى و المشاركة السياسية و المطالبين بحرية الرأى و التعبير بأنهم أناس ضد المصلحة الوطنية و انهم بالتالى هم أعداء الشعب .
و لكن نودهنا أن نطرح سؤالا مهما و هو لماذا إيران ؟
لماذا جاول التليفزيون الرسمى لنظام مبارك اظهار المتظاهرين انهم عملاء لايران تحديدا و التركيز ان المظاهرات و المطالبات بالتغيير السياسى انما هى عملا ايرانيا .
حقيقة ان اختيار ايران يحمل مغزى رباعى الابعاد .
المغزى السياسى .
أن العلاقات المصرية الايرانية ليست علاقات جيدة منذ مقتل الرئيس السادات و لاسباب يمكن مناقشتها فى مؤلف آخر .
اذن فإن الاختيار لإيران يحمل على تكوين رأى عام مضاد للثورة من حيث المبدأو الأساس للحساسية السياسية بين العلاقات بين مصر و ايران .
.
المغزى الدينى .
ان ايران دولة شيعية و بالتالى توجد اختلافات عقائدية بين المذهبين السنى و الشيعى و حيث أن الغالبية العظمى من مسلمى مصر ممن هم من المذهب السنى , فبالتالى فإن اختيار ايران هو شحذ و تحفيز ضد الثورة و الثوار و ضد ميدان التحرير .
و كذلك فهى رسالة لمصر .
و بالتالى فإن اختيار ايران ولاسباب دينية و سياسية سوف يؤدى بلاشك إلى نوع من التهديد لمصر كلها من.
رسالة و تهديد للعالم الخارجى أيضا .
فإن الربط بين الثورة و ايران من جانب آخر هى رغبةفى ارسال رسالة و خصوصا للولايات المتحدة الامريكية و اوروبا و للسعودية و دول عربية أخرى مفادها أن ايران باتت قريبة جدا من صناعة القرار فى مصر و ان ايران قريبة جدا من دوائر صنع القرار السياسى فى حالة رحيل مبارك .
الكاتب السياسى
أحمد غانم .