المشهد السياسى فى مصر الآن . زئيرا عاليا دونما لن يؤدى إلى صدام .
المشهد السياسى فى مصر الآن و الذى يتصدره وجود شواهد على أزمة حقيقية بين طرفين اساسيين و هما بالترتيب الابجدى المجلس العسكرى و جماعة الاخوان المسلمين .
فإن من يرى وجود أزمة حقيقية بين المجلس و جماعة الاخوان فانه يبالغ , و من ينكر أى وجود لأزمة حاليا بين المجلس و الجماعة فإنه أيضا لا يقراالصورة جيدا آنيا فى مصر .
غنما الوضع السياسى لابد له فهم دقيق لأنه بالفعل ملتبس و لكن و بالرغم من الالتباس الموجود و التعقد الظاهرى للأوضاع فإنه يمكن وصفها بان كلا من المجلس و الجماعة يستعرض قوته أمام الآخر لأن كلا منهما اليوم فى ذروة قوته , و كلاهما يستعرض قوته أمام الآخر لاخذ أكبر قدر ممكن أمام الطرف الثانى لان كلا منهما يعرف أنه الآن فى وقت الذروة الذى من خلاله يستطيع الضغط على الطرف الثانى .
كيف ؟؟؟
* فبالنسبة للمجلس فمفهوم طبعا أنه اليوم فى ذروة القوة بالنسبة له , فهو اللاعب الاساسى على الساحة السياسية منذ خلع مبارك , و بصفة خاصة بعدما حُل البرلمان فاللحظة الآنية هى ذروة القوة للمجلس العسكرى قبل وجود الرئيس و الذى بات واضحا أنه مرسى .
* بالنسبة لجماعة الاخوان لمن يتابع الوضع السياسى جيدا يعرف انهم الآن فى موقف أقوى من موقفهم بعد إعلان مرسى رئيسا .
* لان الآن الصراع ما بين قوى الثورة - كل قوى الثورة بما فيها الإخوان - و بين المجلس العسكرى من الناحية المقابلة .
* أما بعد تسمية مرسى رئيسا فإن أى مواجهة فى شأن مماثل سوف تكون مواجهة بين الرئيس أو مؤسسة الرئاسة و بين المجلس العسكرى و هو بالطبع ما لا يريده الاخوان .
( و ذلك مع الوضع فى الاعتبار ان مرسى سوف يظل فى وجدان الغالبية العظمى محسوبا لفترة على الاخوان بالرغم من كونه رئيسا لمصر و ليس للاخوان , الا ان الأمر قد يحتاج بعضا من الوقت فى الوجدان المصرى العام لاستيعاب الوضع السياسى الجديد ( و طبعا على الرئيس مرسى الجهد الهام لجعل المصريين يعتبرونه رئيسا لمصر و ليس للاخوان )) .
* فالصراع الموجود الآن بين المجلس و الجماعة كاحدى القوى الفاعلة - و خاصة فى الشارع السياسى - كلا الطرفين - المجلس و الجماعة - يفهم جيدا أن الفرصة الموجودة و التى تعطى له الدعم اليوم لن تكون متاحة له بعد تسمية مرسى رئيسا , فعندها لن يستطيع المجلس مواجهة مباشرة مع الرئيس الشرعى .
* و كذلك فإن الجماعة لن تجد لها الدعم الموجود لها اليوم من القوى الثورية الأخرى إذ سوف يصبح الأمر حينئذ شانا خاصا بنزاع على سلطات بين الرئيس أو مؤسسة الرئاسة و بين المجلس العسكرى , و بالتالى فلن يكون امرا أو شأنا ثوريا بأى حال .
* و بالرغم من أن اللحظة الآنية هى قمة القوة لكل منهم فى مواجهة الآخر , فإن كلاهما فى قمة الحذر إ ذ ان المجلس الشرعى و الرئيس الشرعى كل منهما الآن على المحك فهناك علاقة عكسية بالنسبة للشرعية لكل منهما فى أطراف للمعادلة السياسية , فعندنا الآن رئيس منتخب و هو مرسى إلا انه لم يكتسب الشرعية الكاملة بعد من الناحية الرسمية , و الطرف الآخر من المعادلة و هو المجلس فإنه يستمد وجوده من الشرعية الثورية بعد خلع مبارك - و ان كان وجود المجلس فى الوضع الحالى من ادارة البلاد انما يرجع لنظرية الضرورة اكثر من الشرعية الثورية و التى تعتبر فى حكم المنتهية - الشرعية الثورية - بعد انتخاب مجلس نيابى .
* فكلاهما شرعيته على المحك و بالتالى فكلاهما يتصرف فى منتهى الحذر فى مواجة الثانى و إن كان المشهد يبدو ظاهريا خلاف ذلك , فكلاهما يتحرك دونما الوصول لصدام لان الطرفين يعرفان جيدا أن الصدام سيعصف بكلاهما .
احمد غانم .
الكاتب السياسى .